هل يتحول سرطان الثدي الحميد إلى خبيث؟

هل يتحول سرطان الثدي الحميد إلى خبيث؟

تعد أورام الثدي الحميدة أشيع بكثير من سرطاناته الخبيثة. فعند اكتشاف أي كتلة في الثدي، يمكننا أن نقول أنها حميدة بنسبة 80%، بينما يبلغ احتمال كونها خبيثة 20% فقط. ومن المتوقع أن تُصاب 25-50% من النساء بكتلة حميدة في الثدي في فترة ما من حياتهم.
ولكن شيوع هذه الأورام الحميدة يطرح السؤال الهام وهو “هل يتحول سرطان الثدي الحميد إلى خبيث؟”، وهذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذه المقالة، ونوضّح العلامات التي يجب على المرأة الانتباه لها والتي قد تدل على تحول الورم الحميد إلى سرطان خبيث.

هل يتحول سرطان الثدي الحميد إلى خبيث؟

لا تحمل معظم كتل الثدي الحميدة أي خطورة للتحوّل لسرطان خبيث. حيث تُعد الأورام الليفية الغدية وكيسات الثدي أشيع الكتل الحميدة في الثدي، حيث تُشكل تقريباً 75% منها، ومن المستحيل تقريباً أن يتحوّل هذان النوعان من الكتل لسرطان الثدي الخبيث. ولكن هناك بعض الأنواع الأخرى من أورام الثدي الحميدة التي يمكن في أحيان قليلة أن تتحوّل لسرطان خبيث، وهذا ما سنوضّحه تالياً.

تصنيف أورام الثدي الحميدة حسب خطورة تحوّلها لسرطان خبيث

يمكن تصنيف أورام الثدي الحميدة حسب خطورة تحوّلها لسرطان خبيث في الفئات التالية:

أورام وآفات من المستحيل أن تتحول لسرطان خبيثأورام تحمل خطراً بسيطاً للتحول لسرطان خبيثأورام تحمل خطراً متوسّطاً للتحول لسرطان خبيث
كيسات الثديفرط التنسّج القنوي أو الفصيصي بدون شذوذات خلويةفرط التنسّج اللانمطي
الورم الغدي الليفيالأورام الحليمية السرطانة الفصيصية الموضعة
التكلّساتالورم ورقي الشكلفرط التنسّج الفصيصي اللانمطي
الورم الحليمي داخل القنويالندبة الشعاعية
آفات الثدي الليفية الكيسيةالورم الليفي
خراج الثديالورم الغدي الليفي المعقد

ولكن…

ما الذي يُنصح بالقيام به عند الإصابة بأحد أورام الثدي الحميدة لتلافي تحوّله لسرطان خبيث؟

عند الإصابة بأحد الأورام التي من المستحيل أن تتحوّل لسرطان خبيث

كما ذكرنا فإن كيسات الثدي والأورام الغدية الليفية تشكّل ما يقارب 75% من أورام الثدي الحميدة. وهذا يعني أنكِ إن كنتِ مصابة بورم حميد ولكن لا تعرفين نوعه، فغالباً هو أحد النوعين المذكورين.

وهذان النوعان -بالإضافة للأنواع الأخرى المذكورة في الجدول السابق- من المستحيل أن تتحوّل إلى سرطان خبيث.

وعلى الرغم من أنها حميدة إلّا أنه يُنصح بمراجعة الطبيب عند الشعور بأي كتلة أو تغيّر في الثدي. يقوم الطبيب بتأكيد أنه ورم حميد، وذلك من خلال جس الكتلة والقيام ببعض الفحوصات والصور الشعاعية، وفي بعض الأحيان الخزعات. وبناءً على ذلك يقترح عدّة حلول تتراوح بين الانتظار ومراقبة الورم دون القيام بأي شيء وبين استئصاله في حال كان مؤلماً أو مزعجاً أو يسبب تفاوتاً بين حجم الثديين.

وبما أن بعض هذه الفحوص قد لا تكون دقيقة 100%، أي أنها لا تستطيع الجزم بأن هذه الكتلة حميدة. فيُنصح دوماً بالانتباه للعلامات التي تدل على تحوّل ورم الثدي الحميد لخبيث. وسنذكر هذه العلامات في نهاية المقالة.

عند الإصابة بأحد الأورام التي تحمل احتمالاً بسيطاً للتحوّل لسرطان خبيث

تُشخّص هذه الأورام بعد أخذ خزعة من الورم وتحديد نوعه. حيث تتألّف من خلايا مشابهة جداً للخلايا الطبيعية السليمة. ولذلك فإنها تحمل خطراً منخفضاً جداً للتحوّل إلى سرطان خبيث، لدرجة أن طريقة التعامل معها تكاد لا تختلف عن الفئة السابقة.

حيث قد ينصح الطبيب يإجراء صورة شعاعية (ماموغراف) للثدي سنوياً، وبالالتزام بنظام حياة صحي من خلال ممارسة الرياضة بانتظام والمحافظة على وزن مثالي وتجنّب شرب الكحول والتدخين.

تتعلق طريقة العلاج أيضاً بامتلاك أي عوامل خطر للإصابة بسرطان الثدي الخبيث. وعوامل الخطر هي صفات يمتلكها البعض تزيد من احتمال إصابتهم بسرطان الثدي. ومن عوامل الخطر هذه التقدّم بالعمر وإصابة أحد أفراد العائلة في الماضي بسرطان الثدي. وفي حال كانت المرأة تملك بعض عوامل الخطر هذه، فقد يقترح الطبيب علاجاً استباقياً كالاستئصال أو غير ذلك.

عند الإصابة بأحد الأورام التي تحمل احتمالاً متوسطاً للتحوّل لسرطان خبيث

يمكن لأي آفة تتصف بما يُدعى بـ”فرط التنسّج اللانمطي” أن تتحوّل لسرطان خبيث. ويتعلّق ذلك أيضاً بالعمر الذي اكتُشف فيه هذا الورم الحميد، وبامتلاك أي عوامل خطر كالتي ذكرناها في الفقرة السابقة.

ويُقصد بفرط التنسّج اللانمطي زيادة نمو الخلايا في الثدي بشكل غير طبيعي، بالإضافة لأن شكلها ليس طبيعي ولكنها ليست خبيثة كلياً أيضاً. وهذا يجعل احتمال تحوّلها لسرطان خبيث متوسطاً.

وهذا يعني الحاجة لمراقبة هذه الأورام عن كثب والمتابعة مع طبيب مختص بأمراض الثدي وسرطاناته.

ما هي العلامات التي تدل على تحول سرطان الثدي الحميد إلى خبيث؟

تُنصح كل النساء عموماً، وخصوصاً النساء المُصابات بأورام الثدي الحميدة التي يُحتمل تحوّلها لسرطان خبيث، بمراقبة حالتهم الصحيّة والانتباه لأي تغيّر في الثدي قد يوحي بوجود سرطان خبيث فيه. وتتضمن هذه التغيّرات والعلامات:

  • نمو الكتلة الحميدة بشكل سريع
  • سيلان مفرزات من حلمة الثدي
  • تغيّر منظر جلد الثدي، كأن يصبح مجعّداً أو يحتوي انخفاضات بما يشبه قشر ثمرة البرتقال
  • انقلاب الحلمة، أي غؤورها ودخولها للداخل
  • الشعور بألم في الثدي
  • تضخّم العقد اللمفاوية الموجودة في الإبط أو الرقبة أو غيرها
  • إذا كانت الكتلة قاسية أو ذات شكل غير منتظم أو إذا كانت ثابتة ولا تتحرك عند الضغط عليها، فهذا يزيد احتمال كونها خبيثة. بينما تكون الكتل الحميدة طرية وذات شكل دائري أو بيضوي وتنزلق بين اليدين عند الضغط عليها.
  • إذا سببت الكتلة تفاوتاً في الحجم أو انعداماً في التناظر بين الثديين، وهنا قد يُلجأ لاستئصالها لسبب تجميلي وليس لأنها خبيثة

ما هي النصائح التي يمكن اتباعها لتقليل احتمال تحوّل سرطان الثدي الحميد لخبيث؟

  • الفحص الذاتي لتشخيص سرطان الثدي باكراً من قبل المرأة ذاتها، وذلك بجس الثدي أثناء الاستحمام شهرياً.
  • الفحص عند طبيب مختص سنوياً بعد سن الـ40، وإجراء صور شعاعية (ماموغراف) حسب توصياته. وهذان النصيحتان تساعدان على كشف السرطان -في حال حدوثه- بشكل باكر.
  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالعناصر الغذائية الضرورية.
  • المحافظة على وزن مثالي.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تجنّب الكحول والتدخين لأنهما يزيدان من احتمال حدوث سرطان الثدي.
  • استخدام موانع الحمل غير الهرمونية
  • الاستعانة بالعلاج الهرموني المعيض بعد سن اليأس في بعض الحالات حسب مشورة الطبيب.

وهكذا رأينا أن احتمال التحوّل للخباثة يختلف كثيراً ممن شخص لآخر، لذا يُنصح دوماً بمراجعة الطبيب فهو أدرى بتفاصيل حالتكِ.

اقرأ أيضاً: كم سنة تعيش مريضة سرطان الثدي؟

وهل يمكن الشفاء تمامًا من سرطان الثدي؟


المصادر:


وسوم المقالة:

اترك تعليقاً

Dr Hamzeh Koumakli Blog

Scroll to Top