هل يمكن الشفاء التام من سرطان المثانة؟

هل يمكن الشفاء التام من سرطان المثانة؟

يعد سرطان المثانة من أكثر السرطانات نكساً، ولكنه أيضاً من السرطانات ذات الخطورة المتوسطة. وعند الحديث عن الخطورة فإن كثيراً من المصابين بسرطان المثانة -أو معارفهم- يتساءلون عن المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض المصاب بهذا السرطان، وهل يمكن الشفاء التام من سرطان المثانة. وسنحاول في هذه المقالة الإجابة عن هذا السؤال ونوضّح العوامل التي تؤثر في ذلك.

هل يمكن الشفاء التام من سرطان المثانة؟

يمكن في بعض الحالات الشفاء تماماً من سرطان المثانة إذا اكتشف السرطان في بدايته وعولج بشكل باكر. وتتراوح نسبة الشفاء هذه بين 25 و80% (وسطياً 50%). وهي تتعلّق أساساً بمرحلة السرطان عند اكتشافه.

ما هي مرحلة السرطان وما هي علاقتها بإمكانية الشفاء من سرطان المثانة؟

مرحلة السرطان Stage هي عبارة عن مصطلح يستخدمه الأطباء لتقييم مدى تقدّم السرطان وخطورته. وهناك 5 مراحل لسرطان المثانة (من المرحلة 0 للمرحلة 4)، وكلما ارتفعت المرحلة دلَّ ذلك على تقدّم السرطان ووصوله لمرحلة أخطر.

يتم حساب مرحلة السرطان بناءً على عدّة معايير، أهمها حجم الورم وفي حال كان منتشراً إلى العقد اللمفاوية أو الأعضاء الأخرى غير المثانة.

حيث يبدأ السرطان كمجموعة خلايا خبيثة تتكاثر وتنمو بسرعة. ومع الوقت فإن حجمها يزداد، ومن ثم تبدأ بالانتشار والانتقال إلى المناطق المجاورة من المثانة كالعقد اللمفاوية في الحوض، وبعد ذلك تنتقل إلى الأعضاء البعيدة كالعظام أو الكبد أو الرئتين.

وهكذا عندما يكون السرطان في بدايته، فإنه يتألف من مجموعة قليلة من الخلايا السرطانية المتجمعة بجانب بعضها، وعندها يكون السرطان في المرحلة 0 أو 1 مثلاً. وفي هذه الحالة يمكن استئصال هذه البؤرة السرطانية واجتثاث السرطان كلياً. وفي هذه الحالة يمكن أن يحدث الشفاء التام.

أما إذا اكتشف السرطان في مرحلة متأخرة، كأن يكون عند اكتشافه قد انتشر إلى العقد اللمفاوية أو الأعضاء الأخرى، فإنه يصبح من الصعب علاجه واستئصاله كلياً، لأنه ستبقى بعض الخلايا السرطانية المتناثرة هنا أو هناك والتي لا يمكن اكتشافها والقضاء عليها بسهولة. وفي هذه الحالة فإن الشفاء التام من السرطان قد يكون مستحيلاً. ويهدف الأطباء في علاجهم هنا (بالعلاج الكيماوي مثلاً) أن يطيلوا مدة الحياة المتوقعة قدر الإمكان.

وهكذا يمكننا أن نقول أنه إذا اكتشف السرطان في المرحلة 0 أو 1 فإن احتمال الشفاء منه عالٍ، أما إذا اكتشف في المراحل 2 أو 3 أو 4 فسيكون من الصعب -وأحياناً من المستحيل- الشفاء التام منه.

كيفية معرفة مرحلة سرطان المثانة؟ وما هي نسبة الشفاء في كل مرحلة؟

من الأفضل سؤال الطبيب عن مرحلة السرطان للحصول على إجابة دقيقة، فهو الأدرى بحالتك الشخصية. ولكن فإن مواصفات المراحل الخمسة هي كالتالي:

في المرحلة 0 يكون السرطان موضّعاً In-Situ وصغيراً جداً. وغالباً لا يُكتشف السرطان في هذه المرحلة إلا في حالات قليلة وبالصدفة. ولكن إذا ما اكتشف في هذه المرحلة فإن احتمال الشفاء كبير جداً (يصل لـ80%).

أما في المرحلة 1 فيكون السرطان قد بدأ باختراق النسيج الضام في جدار المثانة. ويكون 50% من المرضى في هذه المرحلة عند اكتشاف السرطان لديهم. ويكون احتمال الشفاء هنا كبيراً أيضاً ولكنه أقل من السابق (تقريباً 50%).

وفي المرحلة 2 يكون السرطان قد اخترق العضلات في المثانة. ويكون 33% من المرضى في هذه المرحلة عند تشخيصهم. ويكون احتمال الشفاء أقل من السابق.

أما في المرحلة 3 فيكون السرطان قد اخترق كامل جدار المثانة ووصل للنسيج الشحمي المحيط بها أو إلى الرحم أو المهبل أو البروستات. وفي هذه المرحلة يكون احتمال الشفاء منخفضاً جداً.

وأخيراً فإن المرحلة 4 تعني أن السرطان قد انتشر إلى الأعضاء الأخرى كالعظام أو الكبد أو الرئتين أو إلى العقد اللمفاوية. ويكون 4% من المرضى في هذه المرحلة عند اكتشاف السرطان لأول مرة. واحتمال الشفاء في هذه المرحلة شبه مستحيل.


في الختام

لا يمكن الجزم عموماً بحدوث الشفاء التام من السرطان في معظم الحالات. ولذلك فإن الأطباء يعتمدون على طريقة أخرى لتقييم خطورة السرطان وتقدير المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض، وهي ما يُدعى بنسبة البقيا. لذا إذا أردت التعرّف على المدة التي يتوقع أن يعيشها المُصاب بسرطان المثانة فننصحك بقراءة المقالة التالية.

وأخيراً يجب أن ننوه إلى ضرورة استشار الطبيب عند وجود أي سؤال، فهو الأكثر قدرة على إعطاء جواب دقيق. لأن كل ما سبق هي عبارة عن إحصائيات ودراسات قد لا تنطبق على حالتك الصحية بدقّة.

كما يجب أن يبقى الأمل بالشفاء من السرطان لأن الصحّة النفسية تعد من العوامل المؤثرة في نجاح العلاج. كما يُنصح بتجنّب التدخين وعدم التعرض للمواد الكيميائية الضارة (طالمطاط والجلد ومواد الطباعة والدهان والصبغات والنسيج والديزل) لأن كل ذلك يعد من مسببات سرطان المثانة.


التدخين والسرطان

يُعد التدخين من أهم مسببات السرطان. ويساعد إيقافه على تقليل احتمال الإصابة بأكثر من 12 سرطان. وأهمها سرطان الرئة ويليها سرطان الحنجرة والمثانة والفم، وحتى بعض الأمراض الخطيرة الأخرى كالانسداد الرئوي المزمن COPD.


المصادر:

وسوم المقالة:

اترك تعليقاً

Dr Hamzeh Koumakli Blog

Scroll to Top