هل ارتفاع هرمون الأستروجين يسبب سرطان الثدي؟

هل ارتفاع هرمون الأستروجين يسبب سرطان الثدي؟

يعد هرمون الأستروجين الهرمون الأنثوي الأساسي. وهو هرمون ضروري مسؤول عن البلوغ وتنظيم الدورة الشهرية ونمو الثديين وغيرها. ولكن يمكن في بعض الحالات أن ترتفع مستويات هرمون الأستروجين أكثر من الطبيعي، والسؤال هنا هل ارتفاع هرمون الأستروجين يسبب سرطان الثدي؟ وهذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة، ونختم ببعض النصائح للحفاظ على مستويات طبيعية من الأستروجين في الجسم.

هل ارتفاع هرمون الأستروجين يسبب سرطان الثدي؟

إن ارتفاع مستويات هرمون الأستروجين عن مستواها الطبيعي بعد سن اليأس يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي للضعف تقريباً. بينما ارتفاعها قبل سن اليأس فيزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي بشكل طفيف فقط.

حيث أن 70-80% من سرطانات الثدي تتأثّر بالأستروجين ويمكن أن تنمو بسرعة زائدة في حال ارتفاع مستوياته عن الطبيعي.

ما هو هرمون الأستروجين؟ وكيف يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي؟

هو هرمون طبيعي يُعد من الهرمونات الجنسيّة. ويتواجد هذا الهرمون عند النساء وكذلك الرجال، ولكن كميته عند النساء أكثر من الرجال بكثير.

يُنتج هرمون الأستروجين من المبيضين قبل سن اليأس، ولكن المبيضين يتوقفان عن ذلك عند بلوغ هذا السن. ويُنتج الأستروجين بعدها من النسيج الشحمي الموجود في البطن والثدي وغيرها.

معلومة إضافية

يُعد سرطان الثدي أشيع بعد سن اليأس، حيث أن متوسّط الإصابة به هو عمر الـ62 سنة. ولهذا فإن ارتفاع مستويات الأستروجين بعد سن اليأس أخطر من ارتفاعها قبله.

يعد هذا الهرمون مسؤولاً عند النساء عن البلوغ ونمو الثديين وتنظيم الدورة الشهرية وتجهيز الرحم للحمل. بينما عند الرجال يعد مسؤولاً عن الرغبة الجنسية وإنضاج النطاف.

يقوم الأستروجين بهذه التأثيرات من خلال التجوّل في الدم والارتباط بخلايا الثدي والرحم وغيرها من الخلايا عن طريق مستقبلات خاصّة. وهكذا إذا كانت الخليّة تحتوي على هذه المستقبلات فهذا يعني أنها من الممكن أن تتأثّر بالأستروجين.

وبما أن 70-80% من سرطانات الثدي تحتوي على هذه المستقبلات، فهي تعتمد على الأستروجين للنمو والتكاثر. وبالتالي يزداد احتمال الإصابة بهذه السرطانات في حال كانت مستويات الأستروجين أعلى من الطبيعي. أما إذا كانت مستويات الأستروجين طبيعية فلا يزداد احتمال الإصابة بالسرطان.

معلومة إضافية

تتيح هذه المستقبلات طريقة مختلفة لعلاج هذه السرطانات. فيمكن مثلاً من خلال قطع إمداد الخلايا السرطانية بالأستروجين إيقاف نمو السرطان. وهذا هو مبدأ العلاج الهرموني الذي يُستخدم في بعض أنواع سرطان الثدي.

من الممكن أن تزيد مستويات الأستروجين العالية أيضاً من احتمال الإصابة بسرطانات أخرى مثل سرطان الرحم والمبيض.

ما هي الأمور التي تسبب زيادة في مستويات هرمون الأستروجين؟

هناك الكثير من الأمور التي ترفع من مستويات هرمون الأستروجين في الجسم. ويمكن تصنيفها في مجموعتين، أما المجموعة الأولى فتتضمن العوامل التي لا يمكن تفاديها أو منعها، بينما تتضمن المجموعة الثانية العوامل التي يمكن إيقافها أو التحكّم بها.

العوامل غير القابلة للتعديل

  • البلوغ المبكّر قبل عمر 12 سنة، لأنه يزيد المدة التي تتعرّض فيها الأنثى لهرمون الأستروجين
  • التأخر ببلوغ سن اليأس لما بعد عمر الـ55 سنة، لنفس السبب السابق
  • عدم الإنجاب أو تأخّره، فالمرأة الولود أقل عرضة للإصابة بالسرطانات
  • تناول المرأة أو والدتها لدواء ديثيلستيلبيسترول (DES)، وهو دواء قديم كان يعطى في القرن الماضي للوقاية من الإجهاض
  • الإصابة ببعض المتلازمات والتشوّهات التي تزيد من الأستروجين، كمتلازمة كلاينفلتر

العوامل القابلة للتعديل

  • زيادة الوزن، لأن ذلك يزيد من النسيج الشحمي وهو كما ذكرنا يُنتج هرمون الأستروجين بعد سن اليأس
  • التدخين
  • الكحول
  • الإصابة بداء المبيض متعدد الكيسات PCOS، والذي يمكن بعلاجه تخفيض مستويات الأستروجين الزائدة
  • تناول حبوب منع الحمل الحاوية على الأستروجين والبروجسترون
  • الخضوع للعلاج الهرموني المعيض بعد سن اليأس لعلاج الهبّات الساخنة وغيرها (لفترة أطول من 5 سنوات)

هل يعني هذا أن حبوب منع الحمل تزيد احتمال الإصابة بالسرطان؟

نعم ولا. فحبوب منع الحمل تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي بشكل طفيف (بنسبة 7% فقط)، بينما تقلل من احتمال الإصابة بسرطانات أخرى مثل سرطان المبيض والرحم وعنق الرحم والقولون.

هل هذا يعني أن العلاج الهرموني لسن اليأس ضار ويسبب السرطان؟

لا، حيث وجدت الدراسات أن تعاطي هرمون النمو لفترة أطول من 5 سنوات يزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي قليلاً، ولكنه أيضاً يساهم بالوقاية من هشاشة العظام وعلاج الهبّات الساخنة وغيرها من أعراض الضهي المزعجة. لذا فإن فوائده أكبر من مضاره عند استخدامه لفترة قصيرة. علماً أن طبيبك هو الأقدر على الموازنة بين فوائد ومضار العلاج الهرموني.

ما الذي يمكن القيام به لإعادة مستويات هرمون الأستروجين للطبيعي والوقاية من سرطان الثدي؟

يمكننا مما سبق استنتاج بضعة طرق يمكن من خلالها تجنّب ارتفاع مستويات هرمون الأستروجين وبالتالي الوقاية من سرطان الثدي وبعض السرطانات الأخرى. ومن ذلك:

  • الاعتماد على الرضاعة الطبيعية إن كان ذلك ممكناً. لمزيد من التفاصيل عن علاقة سرطان الثدي بالرضاعة واحتمال حدوثه عند المرأة المرضع اقرأ المقالة التالية.
  • تجنّب شرب الكحول
  • الامتناع عن التدخين
  • لحفاظ على وزن مثالي والالتزام بنظام غذائي صحي وتقليل الشحوم المشبعة والمتحوّلة
  • ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام (تجنّب التمارين المجهدة بشدة)
  • اختيار وسيلة منع الحمل الأنسب بالتشاور مع الطبيب
  • عند الرغبة بعلاج الهبات الساخنة وأعراض سن اليأس الأخرى فيُنصح بعدم الاستمرار بهذا العلاج الهرموني لفترة أطول من 5 سنوات، وذلك طبعاً بعد الأخذ بمشورة الطبيب

كل الأمور السابقة تساهم بتخفيض مستويات الأستروجين، وبالتالي في تقلل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي. وهي في نفس الوقت ضرورية لعيش حياة صحية خالية من الأمراض.

يمكنك أيضاً الاطلاع على بقيّة مقالاتنا عن سرطان الثدي.


المصادر:


وسوم المقالة:

اترك تعليقاً

Dr Hamzeh Koumakli Blog

Scroll to Top