هل يتحول خراج الثدي إلى سرطان؟ وهل يؤدي خراج الثدي فعلاً للإصابة لسرطان الثدي الالتهابي؟

هل يتحول خراج الثدي إلى سرطان؟ وما هي علاقته بسرطان الثدي الالتهابي

يؤدي دخول الجراثيم إلى قنوات الحليب في الثدي لإصابته بأنواع مختلفة من الالتهابات، ومنها الخراجات. ويُقصد بالخرّاج تجمّع القيح والجراثيم التي تكون محاطةً بجدار سميك. وتُعد خراجات الثدي من الحالات الشائعة عند الكثير من النساء، وخاصة المرضعات، لأنه ينتج عندئذ عن دخول الجراثيم إلى الثدي أثناء الرضاعة. ولكن وجود خراج في الثدي يثير دوماً الخوف من السرطان. لذا فإن كثيراً ممن يعانون من خراج الثدي يسألون “هل من الممكن أن يتحوّل خراج الثدي إلى سرطان؟”. وهذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.

هل يتحول خراج الثدي إلى سرطان؟

من المستحيل تقريباً أن يتحوّل خراج الثدي إلى سرطان عند النساء المُرضعات. أما عند غير المُرضعات فهناك احتمال ضئيل للإصابة بأحد أنواع سرطان الثدي، وهو سرطان الثدي الالتهابي.

وتفسير ذلك هو أن خرّاج الثدي ينتج غالباً عن الإرضاع ودخول الجراثيم إلى الثدي أثناء الرضاعة. لذا عندما يحدث خرّاج الثدي عند امرأة مرضع فهذا يعني أنه خرّاج عادي لا يحمل أي خطورة للتحوّل لسرطان. أما في حال إصابة امرأة غير مرضع بخرّاج في الثدي فهذا يُثير التساؤل “هل هو فعلاً خرّاج؟”، خصوصاً وأن المرأة لا تقوم بالإرضاع وهو السبب الأساسي للإصابة بالخرّاج. وفي هذه الحالة فإن الطبيب قد يشك بالإصابة بأمراض أخرى ومنها سرطان الثدي الالتهابي، وهو أحد أنواع السرطانات التي تشبه بمنظرها الخرّاج.

لنفهم هذه النقطة بشكل جيّد علينا توضيح بعض التفاصيل عن خراجات الثدي…

ما هو خراج الثدي وما هي أنواعه؟

هو -كما ذكرنا- عبارة عن تجمّع للقيح والجراثيم المنتقلة للثدي غالباً عن طريق الرضاعة.

وفي الحقيقة فإن عبور الجراثيم للثدي أثناء الرضاعة أمرٌ شائع، وهو يسبب في البداية ما يُدعى بـ”التهاب الثدي الإرضاعي”، وهي حالة شائعة تُصيب 2-3% من النساء المرضعات خلال الأسابيع الـ6 التالية للولادة (غالباً في الأسبوع الثاني بعد الولادة).

يمكن أن يتفاقم التهاب الثدي الإرضاعي في حال عدم معالجته، ويتطوّر في هذه الحالة لخرّاج الثدي، وهو ما يحدث عند 5-11% من النساء المصابات بالتهاب الثدي الإرضاعي. وينتج الخرّاج عن انسداد القنوات الحليبية والتهابها وتجمّع القيح فيها.

هذا بالنسبة لخرّاج الثدي الناتج عن الرضاعة، وهو النوع الأشيع. أما بالنسبة لخرّاج الثدي عند غير المرضعات فله أسباب متنوّعة، ولكن يزداد احتمال الإصابة به في حال:

  • الإصابة بالسكري
  • التدخين
  • البدينين أكثر عرضةً للإصابة به
  • ثقب الحلمة ووضع الحلق فيها

ما هي أعراض الإصابة بخراج الثدي؟ وما هي أعراض سرطان الثدي الالتهابي؟

يسبب خراج الثدي مجموعة من الأعراض منها:

  • ألم في الثدي
  • احمرار فيه
  • سخونة موضعية في الثدي
  • خروج مفرزات قيحية من الحلمة أو من ثقب مجاور
  • الإحساس بوجود كتلة مؤلمة عند لمسها أو الضغط عليها

وبما أن سرطان الثدي الالتهابي يشابه الخرّاج في بعض صفاته، فسيحاول الطبيب نفي الإصابة به عند كل امرأة غير مرضع أُصيبت بخرّاج الثدي. حيث يسبب سرطان الثدي الالتهابي نفس الأعراض السابقة، ولكن ما يُميّزه هو:

  • يصبح جلد الثدي متعرّجاً ويحتوي حفراً أو انخفاضات بحيث يشبه قشر ثمرة البرتقال
  • ينمو سرطان الثدي الالتهابي بسرعة
  • انقلاب في الحلمة للداخل
  • انتفاخ العقد اللمفاوية
  • الشعور بالثقل أو الحرق أو الألم في الثدي
  • يصيب السرطان عادةً النساء المتقدمات بالسن، بينما الخرّاج فيصيب الشابات عادةً.

يصعب عادةً التفريق بين الحالتين، لذا على المريضة مراجعة الطبيب على الفور إذا عانت من أي من الأعراض الـ11 السابقة، فهو الأقدر على التفريق بينهما. خصوصاً بعد الاستعانة ببعض الفحوص والتحاليل المخبرية والصور الشعاعية وحتى الخزعة في بعض الأحيان.

ما هو علاج خرّاج الثدي وسرطان الثدي الالتهابي؟

لعلاج خرّاجات الثدي يمكن اللجوء لـ:

  • الجراحة لشق وتفريغ الخرّاج
  • المضادات الحيوية، وهي أدوية يمكن إعطاؤها عن طريق الفم أو الحقن
  • المُسكّنات ومضادات الالتهاب لتخفيف الألم
  • يُنصح أيضاً بإيقاف الرضاعة في حال الإصابة بخرّاج الثدي

أما بالنسبة لسرطان الثدي ومنها سرطان الثدي الالتهابي فيمكن استخدام:

ما الذي يحدث بعد علاج خراج الثدي؟ وهل يمكن علاج سرطان الثدي أو الشفاء منه؟

تُشفى معظم حالات خرّاج الثدي بعد العلاج المناسب، إلّا أنها يمكن أن تنكس وتتكرر أكثر من مرة في بعض الحالات. ويمكن في هذه الحالات أن يسبب ذلك شعوراً بالألم أو ظهور ندبات نتيجة تكرار تفريغ الخرّاج أو عدم تناظر في حجم الثديين.

بالنسبة لسرطان الثدي فعلاجه أطول وأصعب. كما يعد سرطان الثدي الالتهابي أخطر أنواعه. ولكن يمكن الشفاء منه في بعض الحالات عند اكتشافه بشكل باكر.

لمزيد من التفاصيل عن المدة التي يتوقع أن تعيشها المريضة المصابة بسرطان الثدي وإمكانية شفائها ننصحك بالاطلاع على المقالتين التاليتين.

كم سنة تعيش مريضة سرطان الثدي

كم سنة تعيش مريضة سرطان الثدي؟ وما هي نسبة الشفاء من هذا السرطان والعوامل التي تؤثر في ذلك؟

يعد سرطان الثدي أشيع السرطانات التي تُصيب الإناث، بحيث تُصاب به 2 مليون أنثى سنوياً. ويُقدّر أن 13% من النساء سيصابون في فترة من فترات حياتهم بهذا السرطان. ولكن كم سنة تعيش المريضة المصابة بسرطان الثدي؟

هل يمكن الشفاء تمامًا من سرطان الثدي

هل يمكن الشفاء تمامًا من سرطان الثدي؟ وما هي العوامل التي تحدد ذلك

يعد سرطان الثدي أشيع السرطانات التي تُصيب الإناث، بحيث تُصاب به 2 مليون أنثى سنوياً. وعلى الرغم من أن معدل الإصابة بسرطان الثدي ازداد قليلاً في السنوات الأخيرة، إلّا أن نسبة الوفيات به انخفضت كثيراً بفضل الكشف المبكر عنه. ولكن هل يمكن الشفاء تمامًا من سرطان الثدي؟ وما هي العوامل التي تحدد ذلك؟ هذا ما سنتعرّف عليه في هذه المقالة.


إذاً من النادر أن يتحوّل خرّاج الثدي إلى سرطان، ولكن كلا الحالتين هامتين ويجب اللجوء للطبيب في حال الشك بأحدهما. خصوصاً وأن العلاج الباكر يقلل من احتمال حدوث الاختلاطات ويزيد من احتمال الشفاء التام.

لمزيد من التفاصيل عن كتل الثدي الحميدة (ومن ضمنها خراج الثدي) وإمكانية تحولها لسرطان خبيث، ننصحك بقراءة المقالة التالية.


المصادر:


وسوم المقالة:

اترك تعليقاً

Dr Hamzeh Koumakli Blog

Scroll to Top