هل سرطان الغدة الدرقية الحليمي مميت؟

هل سرطان الغدة الدرقية الحليمي مميت؟

يعد سرطان الغدة الدرقية الحليمي أشيع أنواع سرطان الغدة الدرقية، حيث يُشكّل 80% من حالات السرطان فيها. وتكثر الإصابة بهذا السرطان عند النساء وخاصةً بين سن 30 و50 سنة.
وعلى الرغم من أنه يعد أفضل سرطان يمكن أن يصيب الغدة الدرقية، إلا أن كثيراً من المصابين به -أو معارفهم يتساءلون “هل سرطان الغدة الدرقية الحليمي مميت؟” وهذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة، ونوضّح المدة التي يتوقّع أن يعيشها المريض المصاب به، والعوامل التي تؤثر في ذلك.

هل سرطان الغدة الدرقية الحليمي مميت؟

نادراً ما يكون سرطان الغدة الدرقية الحليمي مميتاً، فمعظم المرضى المصابين به لن يتوفوا بسبب هذا السرطان. حيث تتراوح نسبة الوفاة به بين 0.5 و2% فقط. وهذا يجعل هذا السرطان أحد أفضل السرطانات وأقلّها إحداثاً للوفيات. كما يُشفى معظم المصابين به كُلياً بالعلاج المناسب.

وفي الحقيقة فإن الأطباء يعتمدون على ما يُدعى بنسبة البقيا لتقييم خطورة السرطان. وتستخدم هذه النسبة أيضاً لتقدير المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض. وهذا ما سنوضّحه تالياً.

كم يعيش المُصاب بسرطان الغدة الدرقية الحليمي؟

يعيش كل المصابين بسرطان الغدة الدرقية الحليمي 5 سنوات على الأقل، ويعيش 95% منهم 15 سنة على الأقل، بينما يعيش 90% منهم 20 سنة على الأقل.

يتم تقدير ذلك اعتماداً على ما يُدعى بنسبة البقيا؛ وهي احتمال البقاء على قيد الحياة لمدّة زمنيّة معيّنة. فإذا كان معدّل البُقيا لـ5 سنوات لمرض ما هي 40%، فهذا يعني أن 40% من المصابين بهذا المرض سيكونون أحياء بعد 5 سنوات و60% منهم سيكونون قد توفوا خلال هذه السنوات الخمس.

لا يعني هذا أن المصاب بهذا المرض سيعيش 5 سنوات فقط، بل إن كثيراً منهم سيعيشون أكثر من ذلك بكثير. ويعتمد الأطباء على هذه النسبة لتقييم درجة خطورة السرطان، فكلما كانت نسبة البقيا أخفض كان السرطان أخطر وقلّت المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض.

يُوضّح الجدول التالي نسبة البقيا لسرطان الغدة الدرقية الحليمي تبعاً لانتشاره:

سرطان موضّع في الغدة الدرقيةسرطان انتشر إلى العقد اللمفاويةسرطان انتشر إلى الأعضاء الأخرى البعيدة
نسبة البقيا لـ5 سنوات100%99%75%
نسبة البقيا لـ10 سنوات97%
نسبة البقيا لـ15 سنوات95%
نسبة البقيا لـ20 سنوات90%

يمكنك من خلال الأرقام السابقة تقدير المدة التي يتوقع أن يعيشها المريض. علماً معظم حالات سرطان الغدة الدرقية (80% تقريباً) يكون فيها السرطان موضعاً في الغدة الدرقية. وفي 20% من الحالات يكون قد انتشر إلى العقد اللمفاوية. وفي قلّة فقط من الحالات يكون السرطان منتشراً إلى الأعضاء الأخرى كالرئتين أو العظام أو غيرها.

كما يجدر بالذكر أن كثيراً من حالات سرطان الغدة الدرقية الحليمي تُشفى كلياً بالعلاج المناسب، بحيث يعيش المريض حياةً طبيعية كغيره عند التمكّن من استئصال الورم كلياً وشفائه بشكل تام.

ما هي العوامل التي تزيد من خطورة سرطان الغدة الدرقية الحليمي وتؤثر على المدة التي يعيشها المريض؟

1- مرحلة السرطان

كما هو واضح في الجدول السابق، فإن خطورة السرطان تزداد كلما كان انتشر لمناطق أبعد عن الغدة الدرقية.

يكون السرطان في بدايته عبارة عن تجمع صغير للخلايا السرطانية في الغدة الدرقية، ومع نمو الورم وتكاثر خلاياه فإنها تبدأ بالانتشار والتوزّع في الجسم. حيث تنتقل أولاً للعقد اللمفاوية في الرقبة، ومن ثم إلى باقي أعضاء الجسم وخاصة الرئتين والعظام والكبد.

وهكذا إذا اكتشف الورم بشكل باكر فإنه يمكن استئصاله بشكل تام وربما الشفاء منه. أما إذا تأخر التشخيص فيصبح علاجه أصعب، وبالتالي يكون السرطان أخطر.

لذا فمن المهم اللجوء للطبيب باكراً في حال الشك بوجود سرطان الغدة الدرقية، كما في حال الشعور بكتلة في الرقبة، خصوصاً لدى الأشخاص الذين أُصيب أحد أفراد عائلتهم بهذا السرطان مسبقاً، أو عند الذين تعرّضوا للأشعة.

2- عمر المريض

كلما كان المريض أصغر عمراً كان السرطان أقل خطورة، وخاصةً إذا كان لم يتجاوز الـ45 سنة.

معلومة هامّة

يُعد هذان العاملان الأهم ضمن هذه القائمة. ولذا فإنك إن كنت لم تتجاوز سن الـ40 وكان حجم الورم صغيراً، فغالباً يمكن علاجه والشفاء منه بشكل تام، بحيث تعيش حياة طبيعية بعد ذلك.

3- الجنس

يعد سرطان الغدة الدرقية الحليمي أشيع عند النساء وأقل خطورة عندهن أيضاً.

4- التعرّض للأشعة

يعد ذلك من الأسباب التي تؤهب للإصابة بسرطانات الغدة الدرقية. ولذا فإن الأطباء يحاولون تقليل التعرّض للأشعة خصوصاً عند الأطفال، ولهذا فإنهم لا يطلبون الكثير من الصور الشعاعية إلا للضرورة.

وهذا العامل من المثبت أنه يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، ولكن من غير الواضح إذا ما كان يزيد من خطورته.

5- الوراثة

أي يزداد احتمال الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الحليمي إذا كان أحد أفراد العائلة قد أُصيب مسبقاً به. ولكن من غير المؤكد إذا ما كان ذلك يؤثر على خطورة السرطان.


وجدنا في هذه المقالة أن سرطان الغدة الدرقية الحليمي لا يعد مميتاً، بل هو من أقل السرطانات خطورة، حيث يمكن الشفاء منه بشكل تام، خصوصاً إذا ما اكتشف في عمر مبكر وعولج دون تأخير.


المصادر:

وسوم المقالة:

اترك تعليقاً

Dr Hamzeh Koumakli Blog

Scroll to Top