كم يعيش مريض سرطان الجلد؟ وماذا يؤثر على المدة التي يعيشها المصاب بهذا السرطان

كم يعيش مريض سرطان الجلد

تُقسم سرطانات الجلد إلى الميلانوما وسرطانات الجلد غير الميلانوما، وقد وضّحنا المدّة التي يعيشها المصاب بالميلانوما في مقالة سابقة. أما بالنسبة لسرطانات الجلد غير الميلانوما فهي تعد خامس أشيع سرطان يصيب الإنسان. تكثر هذه السرطانات في العرق الأبيض، ولذا فهي تشيع في أستراليا ودول أوروبا وأمريكا. لا تسبب سرطانات الجلد الكثير من الوفيات ويعود ذلك لسرعة كشفها وإمكانية استئصالها.
إذا كنت -أو كان أحد معارفك- مصاباً بأحد سرطانات الجلد فلا شك أن السؤال “كم يعيش مريض سرطان الجلد؟” قد خطر على بالك يوماً. ولذا سنحاول في هذه المقالة الإجابة عليه، ونفصّل في العوامل التي تؤثر في المدّة التي يعيشها المريض المصاب بسرطان الجلد.

كم يعيش مريض سرطان الجلد؟

غالباً ما يتمكن الأطباء من استئصال كامل سرطان الجلد، ولذلك فإن 95% تقريباً من المصابين بهذا السرطان يعيشون حياة طبيعية كغيرهم. إلّا أن هناك استثناءاتٍ قليلة لهذه الحالة، كما أن هناك بعض الأنواع النادرة من سرطانات الجلد الخطيرة والتي تُقصّر المدة التي يعيشها المصاب بها، وهذا ما سنفصّل فيه تالياً.

ما هو سرطان الجلد؟

هو نمو شاذ وزائد لخلايا الجلد، ويحدث عادةً في الجلد المعرّض لأشعة الشمس. إذ أن أشعة الشمس فوق البنفسجية UV تسبب تشوّهاً في المادة الوراثية لخلايا الجلد عند التعرّض الطويل لها، وهذا يؤهب بدوره للإصابة بسرطانات الجلد.

إذاً فالتعرّض الطويل لأشعة الشمس يزيد احتمال الإصابة بهذا السرطان. ومن عوامل الخطر الأخرى البشرة البيضاء والإصابة بضربات الشمس ووجود سوابق شخصية أو عائلية للإصابة بسرطانات الجلد.

تختلف نسب البُقيا في سرطانات الجلد كثيراً باختلاف نوع السرطان، فهو العامل الأساسي الذي يحدد المدة التي سيعيشها مريض سرطان الجلد. حيث أن بعض الأنواع خطيرة ومهددة للحياة إذا لم تكشف وتعالج مبكراً، وبعضها الآخر حميد ولا يسبب الوفاة عادةً.

ما هي أنواع سرطانات الجلد وما هي نسبة البُقيا في كلٍّ منها؟

الميلانوما

هو النوع الأخطر من سرطانات الجلد، ولحسن الحظ فإنه ليس شائعاً كثيراً. ويظهر عادةً على شكل وحمة ذات منظر غريب، ويمكن أن تتواجد في أي مكان من الجسم (كالصدر أو الظهر أو الساق أو القدم أو حتى أسفل الظفر.)

يعيش 92% من المرضى المصابين بالميلانوما 5 سنوات على الأقل. إلّا أن هذا الرقم يتراوح بين 20% و99% وذلك حسب مرحلة الورم وانتشاره إلى العقد اللمفاوية وأعضاء الجسم الأخرى، وهذا ما وضّحناه في مقالة سابقة خاصة بالميلانوما.

سرطان الخلايا القاعدية

هي أشيع أنواع سرطانات الجلد، حيث تشكّل 75-80% منها.

يصيب هذا النوع عادةً المناطق المعرّضة بكثرة لأشعة الشمس. ورغم أن هذا النوع ينمو ببطئ ولا ينتشر إلى المناطق المجاورة، إلّا أنه يمكن أن يكون خطيراً إذا لم يُكشف ويُعالَج مبكراً. ومن صفات هذا النوع أنه:

  • يبدو كمنطقة مسطّحة بيضاء أو مصفرّة اللون.
  • أو كبقع حمراء اللون صغيرة مرتفعة عن سطح الجلد قليلاً.
  • بروزات لمّاعة حمراء أو وردية
  • مناطق مرتفعة من سطج الجلد ذات حواف مرتفعة ووردية اللون
  • قرحة جلدية لا تُشفى بسهولة

يعد هذا النوع من أفضل أنواع سرطانات الجلد، حيث أن 100% تقريباً من المصابين به يعيشون 5 سنوات على الأقل. بل إن كثيراً منهم يشفون تماماً من السرطان ويعيشون حياةً طبيعية كغيرهم من غير المصابين.

سرطان الخلايا الحرشفية (سرطان شائك الخلايا)

يعد ثاني أشيع سرطان جلدي بعد سرطان الخلايا القاعدية، ولا يسبب الكثير من الوفيات أيضاً. يمكن أن يتواجد على:

  • الوجه
  • الرقبة
  • الصدر
  • الأذنين
  • ظهر اليدين

قد يشبه هذا النوع سرطان الخلايا القاعدية كثيراً، ولا يمكن تفريقه عنه إلّا بأخذ عينة (خزعة) منه. ومن صفات هذا السرطان:

  • بقع حمراء قاسية ومتوسّفة
  • بروزات أو كتل جلدية صغيرة ذات ارتفاعات وانخفاضات على سطحها
  • قرحة لا تشفى بسهولة
  • ثآليل

يلي سرطان الخلايا القاعدية من حيث نسب البُقيا. حيث يعيش 95% من المصابين به 5 سنوات على الأقل. وبشكل عام فإن الكشف المبكّر عنه قبل انتشاره واستئصاله قد يؤدي إلى الشفاء التام من هذا السرطان.

سرطان خلايا ميركل

هو نوع نادر من سرطانات الجلد، وينشأ على حساب خلايا ميركل المسؤولة عن حس اللمس الدقيق، والتي تكون موجودة عميقاً في الجلد.

هذا النوع خطير وسريع الانتشار، كما أنه صعب العلاج. ويكون قاتلاً عند انتشاره إلى الدماغ أو الرئتين أو الكبد أو العظام. يحدث سرطان خلايا ميركل عادةً عند ضعيفي الجهاز المناعي والمسنين الذين تجاوزوا سن الخمسين.

يظهر عادةً على شكل نتوء بلون اللحم سريع النمو، أو بشكل عقيدة تنزف دماً، أو عقيدة ذات لون أحمر أو أزرق أو بنفسجي.

يعيش وسطياً 63% من المصابين بهذا النوع من السرطان 5 سنوات على الأقل. ولكن:

  • إذا كُشف السرطان بمرحلة باكرة قبل أن ينتشر فإن احتمال البقاء على قيد الحياة لـ5 سنوات أو أكثر هو 76%.
  • أما إذا كان السرطان قد انتشر إلى العقد اللمفاوية القريبة أو النسج والأعضاء المجاورة فإن احتمال البقاء على قيد الحياة لـ5 سنوات أو أكثر تصبح 54%.
  • وإذا كان السرطان قد انتشر إلى الأعضاء البعيدة فإن احتمال البقاء على قيد الحياة لـ5 سنوات أو أكثر يصبح 19% فقط.

الوقاية من سرطان الجلد

يعد سرطان الجلد من أنواع السرطان التي يمكن تجنّبها بتطبيق بعض التعليمات البسيطة ومنها:

  • استخدام واقي شمسي بعامل حماية لا يقل عن 30 عند التعرّض للشمس، مع اتباع التعليمات المذكورة على العلبة.
  • ارتداء نظارات شمسية وقبّعة واسعة الحواف لتغطية وحماية الرأس والأذنين والرقبة من أشعة الشمس
  • ارتداء ثياب ذات أكمام طويلة وسراويل طويلة تغطّي كامل الساق
  • الاحتماء بالظل والبقاء في الظل قدر المستطاع
  • تجنّب تسمير البشرة الصناعي
  • تجنّب التعرّض للشمس خلال أوقات الظهيرة عندما تكون أشعة الشمس عمودية
  • الانتباه لأي بروزات أو تغيّرات لونيّة جلديّة واستشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيّر مشبوه

الخلاصة

قد يكون سرطان الجلد سريع النمو وخطيراً إذا لم يُكشف ويُعالج بسرعة قبل انتشاره، وقد يكون حميداً ولا يسبب الوفاة إلا في ما ندر، وذلك حسب نوعه.

كثيراً ما يمكن الشفاء التام من سرطان الجلد عند كشفه الباكر واستئصاله من قبل الطبيب المختص.

لا تنسى مراقبة أي وحمات لديك، والانتباه لأي تغيّرات لونية في جلدك أو ظهور لأي بروزات أو نتوءات غريبة ظهرت حديثاً، واستشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيّر مشبوه غريب المنظر.


اقرأ أيضاً:

اقرأ أيضاً: هل يسبب السكر السرطان؟ وكيف يمكن الوقاية من السرطان عند مرضى السكري

و: هل نقص المناعة يسبب السرطان؟ وما هي علاقة أمراض الجهاز المناعي بالسرطان


المصادر:


وسوم المقالة

اترك تعليقاً

Dr Hamzeh Koumakli Blog

Scroll to Top