يعد ورم القواتم من الأورام النادرة، والتي تصيب غالباً الغدد الكظرية الموجودة فوق الكليتين. كما يكون هذا الورم في 90% من الحالات حميداً، أي أنه لا ينتشر خارج الغدة الكظرية. وهنا يطرح الكثير من المصابين بورم القواتم سؤالاً هاماً جداً وهو “هل يمكن الشفاء من ورم القواتم؟”. وسنجيب في هذه المقالة عن هذا السؤال ونفصّل بالمدة التي يتوقع أن يعيشها المريض والعوامل التي تؤثر في ذلك.
هل يمكن الشفاء من ورم القواتم؟
يُشفى معظم المرضى المُصابين بورم القواتم الحميد بالاستئصال الجراحي للورم. وبما أنه يكون حميداً في 90% من الحالات، فسنتوقع الشفاء التام في ما يقارب 90% من المرضى المصابين بورم القواتم. أما عندما يكون الورم خبيثاً ومنتشراً إلى خارج الغدتين الكظريتين فاحتمال الشفاء ضئيل جداً -إنْ لم يكن مستحيلاً. ولا يبقى على قيد الحياة سوى 34-60% من المرضى بعد مضي 5 سنوات على تشخيص إصابتهم بورم القواتم الخبيث.
يُمثّل الرقم السابق نسبة البقيا Survival Rate، وهو يمثل احتمال البقاء على قيد الحياة لفترة زمنية معيّنة. أي أن احتمال البقاء على قيد الحياة لـ5 سنوات أو أكثر في ورم القواتم الخبيث المنتشر يتراوح بين 34 و60%.
ولكن…
ماذا لو لم يتلقى المُصاب بورم القواتم العلاج؟
يعد ورم القواتم -حتى وإن كان حميداً- من الأورام الخطيرة إن لم يُعالج. وذلك لأنه يفرز مواداً تسبب ارتفاع ضغط الدم، والذي قد يؤدي بدوره لعدة اختلاطات منها:
- أمراض القلب والذبحة الصدرية
- اضطراب نظم القلب
- قصور القلب
- وذمة الرئة
- الجلطة الدماغية
- كل ذلك قد يؤدي للوفاة أخيراً حتى وإن كان الورم حميداً
ما هي طرق العلاج المستخدمة في ورم القواتم؟
العلاج الأساسي لورم القواتم هو العلاج الجراحي باستئصال الورم. وتُجرى العملية عادةً بالتنظير، أي بإحدث 3-4 شقوق صغيرة في البطن لا يتجاوز طول الواحد منها 2 سم. وهذا العلاج شافٍ إذا كان الورم حميداً (غير منتشر خارج البؤرة الأولية).
يُلحق بالعلاج الجراحي العلاج الدوائي لخفض ضغط الدم. ويبدأ العلاج بالأدوية قبل بضعة أسابيع من العملية الجراحية، كما قد ينصح الطبيب باتباع حمية غذائية معينة والإكثار من السوائل.
وبعد العمل الجراحي قد تكون هناك حاجة لتناول بعض الأدوية، أو لتعويض بعض الهرمونات.
أما بالنسبة لورم القواتم الخبيث فلا تكفي الجراحة لعلاجه، وإنما يجب أيضاً استخدام العلاج الكيماوي أو الشعاعي أو كليهما أو طرق العلاج الأخرى. وحتى مع تطبيق مختلف طرق العلاج فإن ورم القواتم الخبيث لا يمكن الشفاء منه غالباً.
يمكن -إذا كان الورم خبيثاً- أن يعود مجدداً بعد استئصاله. وقد يحدث ذلك بعد بضعة سنوات من العمل الجراحي. لذا من الضروري على من خضع لاستئصال ورم القواتم جراحياً أن يُتابع حالته الصحيّة مع طبيبه لاكتشاف أي نكس فور حدوثه وعلاجه دون تأخير.
ما الذي يحدد نجاح العمل الجراحي وإمكانية الشفاء بعده؟
يتأثّر ذلك بعدّة عوامل منها:
- وجود نقائل من الورم إلى الأعضاء المجاورة أو البعيدة
- الوراثة، فبعض أنواع ورم القواتم تكون مرتبطة بالوراثة وهذه الأورام تكون أخطر من غيرها لأنها غالباً خبيثة
- موقع الورم، ففي 80-85% من حالات ورم القواتم يكون متوضعاً في الغدتين الكظريتين أعلى الكليتين وهذا التوضّع جيّد، أما في 20-15% فيكون متوضعاً في أماكن أخرى (جانب العمود الفقري) وقد يكون من الصعب استئصاله في هذه الحالات.
- مدة تقدّم مرحلة الورم، فإهمال الورم يفاقم الوضع سوءاً لعدّة أسباب أحدها أن ارتفاع الضغط يصبح أكبر وصعب العلاج
- حجم الورم، فكلما كان أكبر كان العلاج أصعب
- عمر المريض، إذ لوحظ ارتفاع احتمال النكس وعودة الورم عند المرضى الصغار بالسن
وهكذا وجدنا أن ورم القواتم يكون غالباً حميداً، ولهذا فإنه يُشفى بشكل كامل عند استئصاله جراحياً. أما إذا كان خبيثاً -وهذا يحدث في 10% فقط من الحالات- فإن الشفاء التام ضئيل جداً، وقد يكون مستحيلاً خصوصاً إذا كان الورم قد انتشر خارج البؤرة الأولية.
ومع ذلك يبقى الطبيب الشخص الأقدر على إعطاء جواب دقيق بما يخص حالتك الصحيّة، فلا تتردد بسؤاله عن ذلك.
المصادر:
YaleMedicine – Pheochromocytoma
وسوم المقالة: