من الأسئلة الشائعة التي يطرحها مرضى السرطان أو الأشخاص المتخوّفون من هذا المرض هو “هل السرطان مرتبط بالحمى؟”
أي هل تدل الإصابة بالحُمّى على وجود السرطان؟ وما هي صفات الحُمّى التي تدل على ذلك؟
أم هل تعد الحُمّى مجرّد أثر جانبي للعلاج الكيماوي في السرطان؟
وهل الإصابة بالحُمّى أمر خطير عند مرضى السرطان؟ وما الذي يُنصح بالقيام به في هذه الحالة؟
سنجيب على كل هذه الأسئلة في مقالتنا الشاملة والتي نتحدث فيها عن علاقة السرطان بالحُمّى.
بدايةً دعونا نُجيب على السؤال الرئيسي…
هل السرطان مرتبط بالحمى؟
نعم، فبعض أنواع الحُمّى -وخاصة الشديدة والتي تحدث ليلاً- قد تدل على الإصابة بالسرطان. كما أن السرطان بحد ذاته قد يسبب ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم. أو قد تكون الحمى عبارة عن أثر جانبي للعلاج الكيماوي. وفي بعض حالات السرطان تكون الحُمّى دليلاً على الإصابة بالعدوى أو الإنتان، الأمر الذي قد يكون خطيراً ومهدداً للحياة. ولهذا السبب فإن الحُمّى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالسرطان، وسنوضّح كل نقطة من النقاط السابقة في الفقرات التالية.
هل يمكن أن يسبب السرطان حُمّى؟
نعم، يمكن لأي سرطان مهما كان نوعه أن يُسبب الحُمّى والشعور بالقشعريرة أو العرواءات. ولكن أشيع السرطانات إحداثاً للحُمّى هي سرطانات الدم (خاصةً اللوكيميا واللمفوما). والعكس غير صحيح، أي ليس بالضرورة أن يؤدي كل سرطان للحُمّى.
هذا يطرح سؤالاً آخر وهو…
ما سبب حدوث الحُمّى عند مرضى السرطان؟
1. الإصابة بالعدوى والأخماج، التي يزداد احتمال الإصابة بها نتيجة ضعف المناعة الناتج عن السرطان ذاته أو علاجه. ويعد هذا السبب خطيراً، ويجب الانتباه للحرارة عند ارتفاعها واللجوء للطبيب فوراً لعلاج العدوى.
2. بسبب السرطان ذاته ونموّه، حيث تُنتج بعض السرطانات مواداً ترفع حرارة الجسم.
3. الحرارة كأثر جانبي لبعض الأدوية المستخدمة في علاج السرطان، ومنها الستيروئيدات (الكورتيزون) والمورفين.
بماذا تتميّز الحُمّى التي تحدث عند الإصابة بالسرطان؟
تكون الحُمّى التي تحدث في السرطان مختلفةً بعض الشيء عن الحمى التقليدية، وتتميّز بـ:
- تحدث الحمّى عادةً ليلاً
- قد تترافق مع تعرّق شديد
- لا تخف رغم استخدام خافضات الحرارة
- لا يوجد سبب واضح لها، أي لا يوجد أي التهاب في الجسم من الممكن أن يكون مسؤولاً عنها.
- يمكن الاستدلال عليها من خلال ترافقها مع أعراض السرطان الأخرى كفقدان الوزن وغيرها.
هل تدل الحُمّى على مرحلة متقدمة أو متأخرة من السرطان؟
غالباً ما تكون الحُمّى دليلاً على مرحلة متقدّمة من السرطان. وذلك لأنها ناتجة غالباً عن الإصابة بالعدوى والالتهابات، الأمر الذي يحدث بشكل متأخر في السرطان.
وفي حالات نادرة تحدث الحُمّى بشكل مبكّر عند الإصابة بالسرطان، وذلك في سرطانات الدم كاللوكيميا واللمفوما.
وهذا يعني أنه لا يمكننا الاستدلال على السرطان من خلال الحُمّى، إلّا في حالات قليلة جداً. وفي حال عانى شخصٌ ما من الحُمّى فمن الخاطئ أن نقول أنها ناتجة عن السرطان، إذ توجد العديد من الأسباب الأخرى التي تسبب الحُمّى وهي أشيع من السرطان بكثير.
في حال كنت مصاباً بالسرطان فعلاً وعانيت من حُمّى
تُعد الحُمى من العلامات الهامة والتي يجب الانتباه لها عند مرضى السرطان. إذ أنها غالباً ما تدل على الإصابة بالعدوى والتي تُعد خطيرة عند مرضى السرطان ويتوجب علاجها دون تأخير. على الرغم من أن هذه الحُمّى قد تكون غير هامّة في بعض الأحيان.
أكثر ما تكون الحُمّى خطيرة عند المتقدمين بالسن والأطفال، لأنها في هذه الحالات يمكن أن تسبب تجفافاً وتخليطاً ذهنياً وربما اضطرابات قلبية. كما قد تسبب الحُمّى عند الأطفال نوبات تشبه الصرع تُدعى بالاختلاج الحروري.
لكل الأسباب السابقة يجب على مريض السرطان الانتباه لحرارة جسمه وإعلام الطبيب عند ارتفاعها فوق 37.5 درجة مئوية.
متى يجب على مريض السرطان قياس الحرارة؟
يجب قياس الحرارة في حال عانى المريض من:
- الشعور بارتفاع الحرارة، أو بحُمّى في الجلد
- التعب العام والإنهاك
- صُداع
- الشعور بالبرد
- القشعريرة
- العرواءات
- ألم معمم في الجسم
- ظهور طفح على الجلد
- التهاب أو تورّم أي جزء في الجسم
- خروج قيح أو سائل أصفر اللون من أي جرح أو فوهة من الجسم
- سعال أو ضيق في النفس بدأ مؤخراً
- ألم في البطن ظهر مؤخراً
- الشعور بحرق أو ألم أثناء التبوّل
- ألم في الحلق
- التخليط الذهني والتشوّش، كعدم التمكّن من التكلّم بشكل طبيعي أو عدم القدرة على معرفة الوقت والتاريخ أو المكان
كيف يتم قياس الحرارة؟
ينصح باستخدام ميزان الحرارة الإلكتروني، الذي يمكن شراؤه من أي صيدلية. يوضع الميزان لفترة من الزمن تحت اللسان إلى أن يُصدر صوتاً. وعندها يُخرج من الفم للتعرّف على درجة الحرارة. إذا كانت أعلى من 37.5 درجة مئوية فيُنصح بزيارة الطبيب.
تُكرر هذه العملية كل 2-3 ساعات، وتُسجّل درجة الحرارة على ورقة لعرضها على الطبيب.
إذا لم يكن المريض قادراً على وضع الميزان في فمه فيمكن وضعه تحت الإبط، علماً أن درجة الحرارة المأخوذة بهذه الطريقة تكون أقل دقّة، ويجب إضافة نصف درجة على الرقم الموجود على الميزان ومن ثم النظر إن كان الرقم أعلى أو أقل من 37.5 درجة مئوية.
ما الذي يُنصح بالقيام به في حال ارتفاع حرارة مريض السرطان ريثما يتم استشارة الطبيب؟
يجب في حال الإصابة بالحُمّى مراجعة الطبيب أو استشارته، وريثما يتم ذلك يُنصح بـ:
- شرب الكثير من السوائل (خاصة الماء أو العصائر أو الشوربة)، وتجنّب المشاريب الحاوية على الكافيين.
- الراحة الجيدة
- تناول أطعمة مغذية، كالفواكه والألبان والبيض وغيرها.
- استخدام كمادات باردة ووضعها على الجبهة أو الرقبة
- تجنّب تناول أي أدوية ريثما يتم استشارة الطبيب. لأن الأدوية الخافضة للحرارة تساعد بتخفيض الحرارة فعلاً، ولكنها لا تُعالج السبب الرئيسي وهو غالباً الإنتان. والذي يتطلّب مضادات حيوية من أصناف محددة.
وهكذا وجدنا أن الحُمّى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمرض السرطان، والعلاقة بينهما معقدة بعض الشيء. وعموماً فمن الأفضل استشارة الطبيب في حال شعرت بأي حُمّى، فهو الأقدر على تفسير سببها وعلاجها. ويجب عدم إهمال الحُمّى عند مريض السرطان لأنها تتطلّب علاجاً فورياً منعاً لتفاقم العدوى المسؤولة عنها.
هل لديك أي أسئلة أخرى عن مرض السرطان؟ ننصحك بقراءة المقالة التالية.
المصادر:
Cancer.org – Fever
وسوم المقالة: