هل يعد ورم الغدة الكظرية خطيراً؟ وكم يعيش المصابون بهذا النوع من الأورام

هل يعد ورم الغدة الكظرية خطيراً؟ وكم يعيش المصابون بهذا النوع من الأورام

لا تُعد أورام الغدة الكظرية -على اختلاف أنواعها- شائعة جداً، إذ لا تُصيب سوى 1.4% من البشر. وفوق ذلك تكون معظمها من النوع الحميد. وهكذا فإن هذا الورم لا يعد خطيراً جداً إلَّا في حالات قليلة.
سنجيب في هذا المقال عن السؤال الذي يطرحه الكثير من المصابين بهذا الورم وهو “هل ورم الغدة الكظرية خطير” ونفصل في الإجابة لنشرح عن كل نوعٍ من أنواع هذه الأورام وخطورته، ونتحدث أيضاً عن المدة التي يتوقع أن يعيشها المصاب بهذا النوع من الأورام.

هل يُعد ورم الغدة الكظرية خطيراً؟

لا تُعد أورام الغدة الكظرية خطيرة بالمجمل. إذ أن حوالي 86% منها هي من النوع الحميد التي لا تُعد خطيرة أبداً ولا تسبب أي أعراض في معظم الحالات، وتُشفى تماماً بالاستئصال الجراحي أو بالعلاج الدوائي لبعض أنواعها. علماً أنه وفي حالات قليلة ونادرة للغاية يتحول هذا الورم الحميد إلى الشكل الخبيث وعندها تزداد خطورته.

أما بالنسبة للمصابين بورم خبيث في الغدة الكظرية فيعيش حوالي 50% منهم لمدة 5 سنوات على الأقل، ويختلف هذا الرقم قليلاً حسب مرحلة الورم الخبيث وما إذا كان قد انتشر خارج الغدة الكظرية. وذلك حسب الجدول التالي:

مرحلة الورمالتوضيحنسبة البقيا لـ5 سنوات
ورم موضعأي أن الورم لا يزال متوضعاً فقط ضمن الغدة الكظرية، ولا يوجد أي دليل على أنه انتشر خارجها.73%
ورم منتشر إلى المنطقة المحيطةأي أن الورم بدأ بالانتشار إلى العقد اللمفاوية أو البُنى والأعضاء المجاورة للغدة الكظرية.53%
ورم منتشر إلى المناطق البعيدةوفي هذه الحالة يكون الورم قد انتشر إلى الأعضاء البعيدة مثل الكبد والرئتين.38%

يُمثّل الرقم السابق نسبة البقيا Survival Rate، وهو يمثل احتمال البقاء على قيد الحياة لفترة زمنية معيَّنة. أي أن احتمال البقاء على قيد الحياة لـ5 سنوات أو أكثر في ورم الغدة الكظرية الخبيث المنتشر يبلغ 38% رغم العلاج.

ولكن يجب أن نوضح بعض المفاهيم قبل الخوض في تفاصيل هذه الأرقام.

أورام الغدة الكظرية

يمكن أن يكون ورم الغدة الكظرية حميداً أو خبيثاً. يكمن الفرق الأساسي بين هذين النوعين في قدرة الورم على الانتشار خارج الغدة الكظرية وإصابة الأعضاء الأخرى الأمر الذي يعد مميزاً للورم الخبيث.

كما تُقسم الأورام الحميدة إلى وظيفية وغير وظيفية. حيث تمتاز الأورام الوظيفية بقدرتها على إفراز هرمونات الغدة الكظرية ولكن بكميات كبيرة زائدة عن حاجة الجسم، مؤثرة بذلك على بقية الأعضاء ومسببة أعراضاً متنوعة. أما الأورام غير الوظيفية فلا تستطيع إفراز أي هرمونات وبالتالي لا تسبب أعراضاً عادةً.

قد يكون هذا الأمر مفيداً في بعض الأحيان، إذ أن الأورام التي تفرز هرمونات وتسبب أعراضاً في مراحلها الباكرة تُكتشف قبل أن يصبح الورم كبيراً وبالتالي يمكن علاجها قبل أن تسبب أي اختلاطات أو أن تتحول إلى النوع الخبيث.

ولكن بعض الهرمونات المُفرزة قد تكون خطيرة أحياناً، مثل تلك التي يفرزها ورم القواتم الذي يُعد حميداً من ناحية المبدأ إلا أنه يعد خطيراً جداً إذا لم يُعالَج، لأن الهرمونات التي يفرزها قد تسبب اختلاطات ومشاكل قلبية عديدة.

كما تتعلق الخطورة بالحجم إلى حد ما، فالأورام الكبيرة أكثر خطورة عموماً لأنها يُحتمل أن تكون أكثر خبثاً من غيرها. خصوصاً إذا كان قطر الورم أكبر من 4 سم.

كما وجدت الدراسات أن أورام الغدة الكظرية تكون أكثر خبثاً عند الأطفال من البالغين.

وهكذا يمكننا أن نقول أن خطورة ورم الغدة الكظرية يعتمد بشكل أساسي على نوعه، كما يعتمد على استجابة الورم للعلاج وحجمه وعمر المريض وصحته العامة وغير ذلك.

أنواع أورام الغدة الكظرية وخطورة كل منها

سرطان قشر الكظر Adrenocortical carcinoma

يُعد هذا النوع من الأنواع الخبيثة، وهو أشيعها، وينشأ أساساً على حساب قشر الغدة الكظرية أو الجزء الخارجي منها.

يقيس هذا النوع غالباً 6 سم أو أكثر، كما أن 60% من الأورام من هذا النوع تكون وظيفية؛ أي أنها تفرز هرمونات مثل الكورتيزول وتسبب أعراضاً متنوعة.

ولهذا السبب فإن هذا الورم -حتى وإن كان خبيثاً- لا يعد خطيراً جداً لأنه يسبب أعراضاً في مراحله الباكرة، ولذا يمكن أن يُكتشف مبكراً. وإذا ما عولج في مراحله الباكرة فإن نسبة الشفاء التام تصل إلى 30%.

أما إذا تأخر العلاج فقد يحول ذلك دون الشفاء التام من هذا الورم. وعموماً فإن 75-90% من المُصابين بهذا النوع يعيشون 5 سنوات على الأقل.

ورم القواتم Pheochromocytoma

يكون ورم القواتم حميداً غالباً، إلا أنه يمكن أن يكون خبيثاً في بعض الحالات.

يُصيب ورم القواتم لب الغدة الكظرية، ويكون وظيفياً غالباً، حيث يفرز كميات زائدة من الإيبنفرين والنورإيبنفرين.

تتعلق خطورة هذا الورم بانتشاره خارج الغدة الكظرية. فإذا اكتشف مبكراً ولم يكن منتشراً خارجها فإن نسبة الشفاء التام بعد الاستئصال الجراحي تصل إلى 90%. أما نسبة البقيا لـ5 سنوات فتصل إلى 95%.

ولكن إذا كان قد انتشر خارج الغدة فإنه يصبح خطيراً وتنخفض نسبة البقيا إلى 34-60%.

يُعد هذا الورم خطيراً أيضاً إذا تُرك دون علاج، وذلك لأن الهرمونات التي يفرزها تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم الأمر الذي قد يؤدي لأمراض القلب والشرايين والجلطات الدماغية.

ورم جنيب العقدة العصبية Paraganglioma

لا تعد شائعةً جداً وتنشأ بالقرب من الأوعية الدموية والأعصاب المجاورة للغدة الكظرية.

إن 35-50% من هذه الأورام تنتشر خارج الغدة الكظرية إلى أعضاء الجسم الأخرى. تبلغ نسبة البقيا لـ5 سنوات بالنسبة للأورام الموضعة في الغدة الكظرية والتي لم تنتشر خارجها حوالي 95%. أما تلك التي انتشرت إلى الأعضاء الأخرى فتبلغ نسبة البقيا لـ5 سنوات 34-60%.

الأورام الغدية Adenomas

هي من الأورام الحميدة في الغدة الكظرية، والتي تكون صغيرة عادة بحيث لا يزيد قطرها عن 5 سم.

لا تفرز هذه الأورام عادة أي هرمونات، ولكنها في بعض الأحيان تفرز ستيروئيدات تسبب بعض الأعراض.

لا تتطلب الأورام غير الوظيفية أي علاج، أما تلك المفرزة للهرمونات فتستدعي علاجاً. حيث يمكن أن تُشفى تماماً بالاستئصال الجراحي، كما يمكن علاج وتخفيف الأعراض التي تسببها من خلال بعض الأدوية المعاكسة لتأثير هرموناتها.

يجدر بالذكر أن الأورام الغدية غير الوظيفية في الغدة الكظرية قد تصبح وظيفية مع الزمن، وتصل نسبة ذلك إلى 50% بعد مرور 5 سنوات، ويصبح العلاج حينها ضرورياً. كما ذكرت حالات قليلة تحوَّل فيها هذا الورم الحميد إلى الشكل الخبيث.


وهكذا وجدنا في هذا المقال أن معظم أورام الغدة الكظرية هي من النوع الحميد. وأن كثيراً منها لا يتطلب علاجاً أساساً. وبالتالي فإنها لا تعد خطيرة غالباً.

وتتنوع طرق العلاج بين الاستئصال الجراحي والعلاج الشعاعي والكيميائي والدوائي الذي يهدف لمعاكسة تأثيرات الهرمونات التي تفرزها.

ويبقى الطبيب الشخص الوحيد القادر على تحديد مدى خطورة الورم الذي تعاني منه، لأنه الأدرى بتفاصيل حالتك الصحية ومواصفات الورم الذي تعاني منه. لذا فلا بديل عن استشارته وسؤاله.


المصادر

MedicalNewsToday How serious is a tumor on the adrenal gland

وسوم المقالة:

اترك تعليقاً

Scroll to Top

Dr Hamzeh Koumakli Blog