نسب الانتحار: اعرف أكثر عن القاتل الثاني في فئة الشباب من خلال الأرقام والإحصائيات

نسب وإحصائيات عن الانتحار

باعتباره السبب الأول للوفاة في المراهقات عالمياً، والسبب الثاني للوفاة في فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة في الولايات المتحدة الأمريكية، نناقش في هذه المقالة بالتفصيل آخر الأرقام والإحصائيات والنسب عن الانتحار.

من الواضح أن هذا القاتل يعد خطيراً جداً، وتزداد أهميّته خاصة في البلدان المتطوّرة. لذا فإن محاولتنا في هذه المقالة لتسليط الضوء على خطورته وأهميّة منعه هي الخطوة الأولى في تقليل وفيّاته.

الانتحار هو القاتل الثاني في فئة الشباب

لا شك أن القاتل الأول عالمياً وضمن كل الفئات العمرية هي أمراض القلب، ويليها السرطان والأمراض التنفسيّة. ولكن ضمن فئة الشباب فالانتحار هو القاتل الثاني. أما عالمياً وضمن كل الفئات العمرية فهو السبب رقم 15 للوفاة.

حيث يموت سنوياً 800 ألف شخص بالانتحار، وهذا يعني أن شخصاً يموت بالانتحار كل 40 ثانية. قد يكون هذا الرقم أعلى بكثير، ذلك أن العار والوصمة التي تلاحق مرتكبي الانتحار وكونه ممنوعاً في بعض البلدان قد يؤدي إلى قلة الإبلاغ عنه، وبالتالي فقد تكون الأرقام في الحقيقة أعلى من ذلك.

نقدّم لك تالياً أسباب الوفيات في كل من سوريا ومصر والسعودية والعالم، مرتبةً حسب عدد الوفيات في العام، وذلك حسب إحصائيات عام 2017.

  • مساهمة الانتحار وأسباب الوفيات الأخرى في وفيات العالم
  • مساهمة الانتحار وأسباب الوفيات الأخرى في وفيات سوريا
  • مساهمة الانتحار وأسباب الوفيات الأخرى في وفيات مصر
  • مساهمة الانتحار وأسباب الوفيات الأخرى في وفيات السعودية

مساهمة الانتحار بنسب الوفيات

يساهم الانتحار عالمياً بـ1.4% من حالات الوفيات، وذلك حسب إحصائيات عام 2017.

تعود النسبة الأعلى في العالم لكوريا الجنوبية وتقدّر بـ5% من جميع الوفيات، تليها قطر بـ3.9%، وسريلانكا بـ3.6%. بينما تملك اليونان نسبة أقل بعشرة أضعاف تقريباً من هؤلاء وتقدّر بـ0.4%.

إليكم نسب مساهمة الانتحار بالوفيات في مختلف البلدان حول العالم، بالإضافة لمقارنة بين الدول العربية في عام 2017 وبين عامي 1990 و2017.

  • ترتيب الدول من حيث مساهمة الانتحار في نسب الوفيات
  • ترتيب الدول العربية من حيث مساهمة الانتحار في نسب الوفيات
  • مساهمة الانتحار في نسب الوفيات في البلدان العربية

نسب انتشار الانتحار في عموم السكان

لا يعد المعيار السابق دقيقاً في تحديد انتشار الانتحار في بلدٍ ما، فهو يتأثّر بأعداد الوفيات الناتجة عن الأسباب الأخرى. أي قد يكون منخفضاً في بلدٍ ما لأن الوفيات الناتجة عن أمراض القلب مرتفعة جداً في هذا البلد. وهذا لا يدل على قلّة الانتحار في هذا البلد، بل على ضعف إمكانيات هذا البلد في مواجهة أمراض القلب.

للتخلّص من هذه الإشكالية سنتحدّث عن معيار آخر وهو عدد حالات الانتحار ضمن كل 100 ألف من السكّان. أي كم شخصاً ينتحر سنوياً في قرية تعداد سكانها 100 ألف شخص.

يبلغ هذا الرقم عالمياً 10، أي أن عشرة أشخاص من كل 100 ألف ينتحرون.

يختلف هذا الرقم بين البلدان، فهو يصل إلى أكثر من 20 في بلدان أوروبا الشرقية وكوريا الجنوبية وزيمبابوي وغويانا وسوريانام، ولا يتجاوز الـ5 في كثير من البلدان العربية وإندونيسيا والبيرو. وهذا موضّح في الأشكال البيانية التالية:

  • ترتيب الدول العربية من حيث نسب الانتحار في عام 2017
  • نسب الانتحار في العالم

نسب الانتحار حسب العمر

ذكرنا أن الانتحار هو القاتل الثاني في فئة الشباب، ولكن هذا لا يعني أن الشباب هم أكثر المنتحرين. بل كلما تقدّم العمر كان الانتحار أكثر شيوعاً. فالجملة السابقة تدل على أن المسنين يموتون لأسباب أخرى عديدة كأمراض القلب والسرطان والأمراض التنفسيّة ولا يشكّل الانتحار إلا نسبة قليلة من الوفيات بينهم، على عكس الشباب الذين لا يموتون إلا بالانتحار وحوادث السير.

أي أن نسبة مساهمة الانتحار بوفيات الشباب كبيرة، بينما لا يساهم الانتحار بنسبة كبيرة في وفيات المسنين على الرغم من أنه أكثر شيوعاً عندهم. وهذا موضّح في الإحصائية التالية:

نسب الانتحار حسب العمر
نسب الانتحار حسب الفئة العمرية

نسب الانتحار حسب الجنس

من المعروف أن الانتحار أشيع عند الذكور، فهو أكثر حدوثاً بمرتين عند الذكور بالمقارنة مع الإناث في كل بلدان العالم منذ عام 1990 وحتى عام 2017.

ينتحر 13.9 ذكر من أصل 100 ألف ذكر سنوياً، مقابل انتحار 6.3 أنثى من أصل 100 ألف أنثى في نفس المدة الزمنية.

نسب الانتحار حسب الجنس
نسب الانتحار حسب الجنس

على الرغم من أن الذكور ينتحرون أكثر من الإناث في كل بلدان العالم، إلّا أن نسب انتحار الجنسين متقاربة جداً في بعض البلدان، كالمغرب العربي وباكستان. بينما يبلغ عدد المنتحرين الذكور 6-7 أضعاف المنتحرات الإناث في بلدان أوروبا الشرقية

نسب الانتحار عند الذكور مقسومةً إلى نسبه عند الإناث
عدد المنتحرين الذكور مقسوماً إلى عدد المنتحرات الإناث

نسب الانتحار حسب وسيلته

نسب الانتحار بالعيارات النارية

تشكل العيارات النارية واحدة من أشيع وسائل الانتحار في العالم، فهي مسؤولة عن 8% من مجموع حالات الانتحار. ولكنها تلعب دوراً أكبر في بلدان أخرى، وخاصةً أمريكا والأوروغواي.

ففي أمريكا تحديداً، قتلت العيارات النارية 38,006 شخصاً في عام 2017، منهم 60% ناتجون عن الانتحار. علماً أن كثيراً من البلدان الأوروبية كانت تعاني من أرقام مشابهة في أواخر القرن الماضي، ولكن انخفضت هذه النسب بشكل كبير نتيجة منعها اقتناء الأسلحة النارية. وهذا موضّح في الشكلين التاليين:

  • نسبة المنتحرين بالأسلحة النارية
  • مقارنة بين نسبة المنتحرين بالأسلحة النارية في أمريكا وبعض الدول الأوروبية

لا شك أن انتشار تجارة السلاح وامتلاك الكثير من الأمريكيين سلاحاً في بيوتهم وعدم وجود قوانين رادعة ساهمت بهذه الطفرة في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن تبقى تجارة السلاح من أهم موارد الاقتصاد الأمريكي.

نسب الانتحار بالمبيدات

تعد مسؤولة عن 30% من حالات الانتحار، وخاصة في البلدان منخفضة ومتوسّطة الدخل. حيث كانت مسؤولة عن 14 مليون حالة وفاة خلال السنوات الـ50 الماضية. وهذا الرقم أكبر من عدد الوفيات في الحرب العالمية الأولى.

واحد من كل 7 منتحرين ينتحر باستنشاق المبيدات، إلا أن هذه الأرقام في انخفاض بفضل قوانين منع اقتناء وتداول المبيدات من قبل العامة. ولكنها تبقى أحد أهم مسببات الانتحار.

أكثر الشعوب التي تنتحر بالمبيدات هم الصينيون والماليزيون والفيتناميون وغيرهم من سكان بلدان جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية. وأقلهم الأوروبيون والأمريكيون وغيرهم من سكّان البلدان ذات الدخل المرتفع.

نسب الوفيات باستنشاق المبيدات في مختلف المناطق في العالم
نسب الوفيات باستنشاق المبيدات في مختلف المناطق في العالم

عوامل الخطر للانتحار

يعد الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى أحد أهم عوامل الخطر للانتحار، فهي مسؤولة عن ما يقارب ثُلث حالات الانتحار. حتى أن دراسة أُجريت عام 2002 ذكرت أن 98% من المنتحرين يمكن تشخيصهم بمرض نفسي ما.

كما يرتبط الإفراط في شرب الكحول مع الانتحار بقوّة. حيث ساهم الكحول بثُلث حالات الانتحار في أمريكا في عام 2007. كما أن دراسة أخرى وجدت أنه كلما ازداد استهلاك الكحول عند الفرد ارتفع احتمال ارتكابه للانتحار.

نسب انتشار الانتحار في الصيف والشتاء

لاحظت دراسة أُجريت في غرينلاند انتشار الانتحار في الصيف والربيع خصوصاً، وذلك عكس اعتقاد الكثيرين أن الانتحار يكثر عندما يكون الليل أطول.

دور وسائل الإعلام في انتشار الانتحار

أشارت عدّة دراسات إلى أن انتشار وسائل الإعلام وتغطيتها لحالات الانتحار ساهم بما يُدعى بـ”الانتحار بالتقليد” أو “عدوى” الانتحار. لذلك وضعت منظمة الصحة العالمية بروتوكلاً محدداً لطريقة نشر قصص الانتحار من قبل وسائل الإعلام. حيث لاحظت أن نقل حوادث انتحار المشاهير والسياسيين ساهم بارتفاع نسب الانتحار بالتقليد.

كل الأرقام والإحصائيات السابقة تشير إلى أهمية مشكلة الانتحار وتأثيرها السلبي على مئات وآلاف أقارب وأصدقاء مرتكبها. كل ذلك يدفعنا للاهتمام بها والتوعية بخطورتها. فإذا كنت تشك بامتلاكك ميولاً للانتحار فجرّب استخدام أحد مقاييس الميول الانتحارية. وإذا كنت تعاني من أي ميل لإيذاء نفسك فطبّق هذه الإجراءات السبعة لـعلاج الميول الانتحارية، ولا تتردد بالتواصل مع الطبيب النفسي أو مع أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك الداعمين. وقد كثرت هذه الأيام الجهات ومواقع التواصل التي قد تقدّم لك المساعدة، ومنهم Crisis Text Line فلا تتردد بالتواصل معهم.

المصدر: Our World in Data-Suicide


وسوم المقالة

اترك تعليقاً

Dr Hamzeh Koumakli Blog

Scroll to Top