الفرق بين عملية تكميم المعدة وتحويل المسار

تحدثنا في المقالة السابقة عن عمليات إنقاص الوزن بأنواعها المختلفة والمرشحين لإجرائها واختلاطاتها. وسنتحدث اليوم عن الفرق بين أشهر جراحتين من جراحات البدانة وهما تكميم المعدة (تكميم المعدة الطولي) وتحويل المسار ونقارن بينهما من حيث معدّل النقص في الوزن والاختلاطات والتغيرات على النظام الغذائي بعدهما.

كيف تجرى عملية تكميم المعدة وتحويل المسار

يتم في عملية تكميم المعدة استئصال 80% من المعدة وفق الشكل التالي (بحيث يشبه الجزء المتبقي الكُم). يستطيع هذا الجزء المتبقي من المعدة استيعاب 28-140 غراماً من الأطعمة.

أما في عملية تحويل المسار فيتم تشكيل جيب صغير من الجزء العلوي للمعدة يستوعب 28 غراماً فقط من الطعام. يُوصَل هذا الجيب بالأمعاء بطريق مختصر فيقلل من امتصاص المواد الطعامية منها.

في كلا الطريقتين ينخفض حجم المعدة ولكن حجم المعدة المتبقي بعد تحويل المسار يكون أصغر من تكميم المعدة. كما يقل في كلا العمليتين إفراز هرمون الغريلين (الهرمون المسؤول عن الجوع) ولذلك فإنك ستشعر بالشبع بسرعة. يُذكر أن هذا التأثير أكثر وضوحاً في تكميم المعدة، ولذلك فإن من يجري تكميم المعدة لا يشعر بالجوع كثيراً بالمقارنة مع تحويل المسار.

يُذكر أن عملية تكميم المعدة تستغرق تقريباً 100 دقيقة، بينما تحتاج عملية تحويل المسار لـ160 دقيقة وسطياً. وكلاهما يمكن إجراءه عن طريق التنظير، إلا أن هناك حالات لا يمكن فيها إجراء تكميم المعدة ولا تحويل المسار بالتنظير.

معدل انخفاض الوزن في تكميم المعدة وتحويل المسار

يخسر المرضى الذين أجروا تكميم المعدة 50-70% من وزنهم خلال سنتين من العمل الجراحي.

بينما يخسر من أجرى عملية تحويل المسار 60-80% من وزنهم خلال السنة الأولى من الجراحة فقط.

لذلك فإن انخفاض الوزن أكبر وأسرع في عملية تحويل المسار. حيث يساعد فقدان الوزن السريع في الوقاية من الأمراض المرافقة للبدانة والشفاء منها بسرعة (كالسكري وأمراض القلب)، كما أن بعض المرضى يفضّل فقدان الوزن السريع. ولكن هذا الفقدان السريع قد يسبب بقاء الثنيات والترهّلات الجلدية البطنية الناتجة عن البدانة، بينما لا تبقى هذه الثنيات عادةً بعد عملية تكميم المعدة بسبب فقدان الوزن التدريجي والبطيء.

وبما أن فقدان الوزن أكبر في تحويل المسار فينصح بإجرائها في حال البدانة الشديدة، وذلك لأن هذه العملية تسبب ما يدعى بـ”تناذر الإغراق” ويتمثل هذا التناذر بالشعور بالغثيان والرغبة بالتقيؤ والتعرّق والتعب العام بعد تناول الطعام، وهذا من شأنه أن يقلل من رغبة المريض بتناول الطعام. قد يبدو هذا الاختلاط مرعباً ولكنه ليس خطيراً بل على العكس له تأثيرات مفيدة في تقليل الرغبة بتناول الطعام.

بينما تشير بعض الدراسات إلى أن انخفاض الوزن متقارب جداً بين العمليتين على المدى البعيد. أي أن المريض الخاضع لتحويل المسار سيفقد كمية كبيرة من وزنه خلال فترة قصيرة ويثبت وزنه بعدها، بينما سيستمر انخفاض الوزن في تكميم المعدة لفترة أطول حتى يقارب الوزن الذي فقده المريض الذي أجرى تحويل المسار.

يجب أن نذكر أنه كلما كان المريض أكثر بدانةً قبل العمل الجراحي انخفض وزنه بشكل أكبر وأسرع بعد العملية.

مضاعفات تكميم المعدة وتحويل المسار

كما ذكرنا فإن عملية تحويل المسار أعقد بعض الشيء من تكميم المعدة. ولذا تتراوح مدة البقاء في المستشفى بعد تكميم المعدة 1-2 يوم، وعلى الأقل يومان لتحويل المسار. قد تزداد هذه المدة إن تعرّضت لأي اختلاطات أثناء العملية. وقد تتراوح بين 4 و5 أيام إن أجريت العملية بالطريقة التقليدية وليس التنظيرية. ويبلغ معدّل حدوث مضاعفات للعملية 4% وتتضمن:

في تكميم المعدة:

  • الارتجاع المريئي: ولذلك إذا كنت تعاني قبل العملية من ارتجاع عصارة المعدة عبر المري (حرقة المعدة) فإنه ينصح بإجراء تحويل المسار.
  • التضيق أو الانسداد
  • تسرّب محتويات المعدة

في تحويل المسار:

  • خطر أعلى لحدوث عوز الفيتامينات وباقي العناصر الغذائية المهمة.
  • قرحة المعدة: ولذلك ينصح بإجراء تكميم المعدة إذا كنت تعاني من قرحة المعدة أو تتناول الأدوية المضادة للاتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs كالبروفين والديكلون وغيره.
  • انسداد الأمعاء أو انثقاب المعدة

التغيرات في النظام الغذائي

ذُكرت كافة تفاصيل النظام الغذائي بعد عمليات إنقاص الوزن عموماً في هذه المقالة: النظام الغذائي بعد تكميم المعدة: ماذا يمكنك تناوله؟ ومتى يجب عليك استشارة الطبيب؟

يكمن الفرق في أن حجم المعدة بعد تحويل المسار أصغر بثلاث مرات من حجمها بعد تكميم المعدة، وهذا يؤثر على الكمية التي يمكنك تناولها. ففي تحويل المسار يمكنك تناول ما يعادل 28 غرام في الوجبة الواحدة (كوب طبي واحد)، ويمكنك تناول ثلاثة أضعاف هذه الكمية بعد تكميم المعدة.

يجب بعد تكميم المعدة تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية لمدة سنة واحدة، وبعد تحويل المسار لمدة سنتين وربما قد تحتاج لها طيلة العمر. كما يجب بعد أي عملية من عمليات إنقاص الوزن الالتزام بنظام غذائي محدد وبممارسة الرياضة بانتظامٍ والمتابعة مع الطبيب وأخصائي التغذية.

محاسن ومساوئ تكميم المعدة

محاسنها

  • ستفقد وسطياً 65% من وزنك.
  • سيقل شعورك بالجوع بالمقارنة مع تحويل المسار.
  • هي عملية أبسط واختلاطاتها أقل وفترة النقاهة التي تليها أقصر.
  • يوجد احتمال أقل لحدوث نقص في الفيتامينات.
  • احتمال حدوث تناذر الإغراق بعدها أقل.
  • احتمال أقل لبقاء الترهلات والثنيات الجلدية البطنية.

مساوئها

  • فقدان الوزن فيها تدريجي، أي هو أقل وأبطئ من تحويل المسار.
  • لا يمكن التراجع عنها.
  • يمكن أن تسبب حرقة المعدة.

محاسن ومساوئ تحويل المسار

محاسنها

  • ستفقد وسطياً 80% من وزنك، كما ستنخفض قدرة جهازك الهضمي على امتصاص السعرات الحرارية.
  • فقدان الوزن أسرع من تكميم المعدة.
  • يمكن التراجع عنها ولكن هذا صعب.
  • هذه العملية أقدم من تكميم المعدة ومعظم الأطباء مدربون على إجرائها.

مساوئها

  • هي جراحة معقدة واختلاطاتها أكبر.
  • فترة النقاهة بعد العملية أطول.
  • احتمال أكبر لحدوث عوز في الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة وبالتالي سوء التغذية. ولهذا السبب أيضاً قد لا تعد هذه الجراحة مناسبة للنساء الراغبات بالحمل بعد الجراحة، لأن سوء التغذية قد يؤثر على الجنين، ولذلك ينصح بالامتناع عن الحمل لمدة 12-18 شهر بعد العملية. ولا تعد مناسبة أيضاً لمن يعاني من فقر في الدم.
  • احتمال حدوث تناذر الإغراق أعلى.
  • احتمالٌ أعلى لحدوث الترهّلات والثنيات الجلدية في البطن.

مقارنة بين تكميم المعدة وتحويل المسار

تكميم المعدةتحويل المسار
نوع الجراحةغالباً بالتنظيرغالباً بالتنظير
حجم استيعاب للمعدة28 غرام28-140 غرام
نسبة تحسّن السكري75%88%
معدل انخفاض الوزن60% خلال سنتين70% خلال سنتين
سرعة انخفاض الوزنأبطئأسرع
نقص الفيتامينات والمعادنأقل حدوثاًأكثر حدوثاً
حدوث متلازمة الإغراقأقل حدوثاًأكثر حدوثاً
اختلاطات الجراحةأقل حدوثاًأكثر حدوثاً
فترة البقاء في المستشفى1-2 يوميومان أو يزيد
حدوث الترهّلات الجلديةقليلة الشيوعأشيع

هناك عدة عوامل يجب أن تأخذها أنت وطبيبك بعين الاعتبار عند اختيار نوع الجراحة المناسب لك، ومنها وزنك والعمليات التي أجريتها سابقاً والأمراض الأخرى التي تعاني منها ورغباتك وغيرها. لذا ناقش معه محاسن ومساوئ كل جراحة واستشره قبل اتخاذ القرار النهائي.

المصادر:


وسوم المقالة

اترك تعليقاً

Dr Hamzeh Koumakli Blog

Scroll to Top